بعد قرار إلغاء سفر لجان الفحص خبراء:الزراعة تفتح الباب لاستيراد لحوم فاسدة ورئيس "الخدمات البيطرية" يهدد المعترضين على القرار بـ"الإقالة"
وضعت الهيئة العامة للخدمات البيطرية نفسها فى موقف حرج، بعد اتخاذها قراراً نهائياً بإلغاء سفر اللجان للإشراف على فحص وذبح الحيوانات بالخارج، وذلك بعد رفض العديد من الأطباء البيطريين بداخل وخارج الهيئة هذ القرار، مؤكدين أنه "ضوء أخضر" لاستيراد لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمى.
وعلّق الدكتور سامى طه المتحدث الرسمى باسم حركة "بيطريون بلا حدود" على القرار السابق، قائلاً: "إنه يهدد سلامة وأمن الثروة الحيوانية والبشرية فى مصر، فالمعروف أن هذه اللجان تقوم بفحص اللحوم والحيوانات من دول المنشأ للتأكد من خلوها من الأمراض والأوبئة، وفى حال غياب هذه اللجان فهناك خطورة على صحة الإنسان والحيوان معا، حيث يمكن لهذه الدول أن تصدّر لحوماً وحيوانات مصابة ببعض الأوبئة دون مراجعة".
وأضاف "طه" فى تصريحات لليوم السابع بأن اللجان لا يتوقف دورها عند الإشراف والفحص فقط، لكن هناك دور مهم جداً تقوم بها وهو الإشراف على طريقة الذبح، التى قد تخالف الشريعة الإسلامية، وبعد إلغاء اللجان فإن المصريين سيأكلون لحوماً "مقتولة" وليست "مذبوحة على الطريقة الإسلامية" باستثناء بعض الدول القليلة، بحسب قوله.
وأشار "طه" إلى أن قرار اللجنة العلمية يُعطى الفرصة للمستوردين إلى استيراد لحوم منتهية الصلاحية فى حال تعرض السفن المحمّلة بها اللحوم لانقطاع فى التيار الكهربائى، فضلاً عن إمكانية استيراد بقايا لحوم قد تكون غير صالحة للاستهلاك أيضاً.
وقال "طه" إن هناك نوع من الضغط على وزارة الزراعة مارسه المستوردون لإلغاء سفر اللجان، ليكونوا أحراراً فى استيراد ما يشاءون من حيوانات ولحوم، مشيراً إلى أن الأسباب المالية وارتفاع تكاليف السفر لا علاقة لها بقرار هيئة الخدمات البيطرية.
وفى السياق ذاته، سادت حالة من الاستياء مجموعة من الأطباء والقيادات والعاملين بهيئة الخدمات البيطريه بوزارة الزراعة، بعد وقف سفر اللجان المشرفة على فحص اللحوم والحيوانات بدول أوربا وأمريكا الجنوبية، واصفين قرار الهيئة بـ"الكارثة الكبرى".
مصادر بهيئة الخدمات البيطرية اعتبرت ان القرار كان سببا فى إقصاء الدكتور محمد نجيب عن منصبه بالادارة المركزية للحجر البيطرى وتعيين الدكتور احمد امام مدير عام الطب الوقائى خلفا له وذلك بعد أن أبدى اعتراضه على القرار.
حالة الاستياء انتشرت فى أركان هيئة الخدمات البيطرية، ليس بسبب قرار الغاء سفر اللجان فقط، لكن بعد تهديد رئيس الهيئة بعض القيادات بالإقصاء عن مناصبهم، وتعيين قيادات جديدة من العاملين بمعهد بحوث التناسليات الذى كان الدكتور مصطفى الجارحى رئيس الهيئة مديراً له قبل عدة سنوات.
وكان الدكتور محمد مصطفى الجارحى، رئيس هيئة الخدمات البيطرية، أعلن عن إقرار اللجنة العلمية بالهيئة لعدد من القرارات المتعلقة بجودة اللحوم وخفض أسعارها، وتمثلت هذه القرارات فى الموافقة على إلغاء سفر لجان الإشراف على الحيوانات الحية من دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وبعض دول أمريكا الجنوبية، فى حالة سماح الموقف الوبائى طبقاً لكود المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، وإلغاء سفر لجان الإشراف والمتابعة للحوم المجمدة والمبردة من دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، على أن يكتفى بلجان معاينة سنوية للمجازر من الدول التى يسمح لها بالتصدير إلى مصر.
كما قررت الهيئة، إلغاء لجان المتابعة والإشراف على استيراد الدواجن المجمدة، والاكتفاء بلجان المعاينة بشكل سنوى للمجازر التى يسمح لها بتصدير الدواجن المجمدة إلى مصر.
المصدر : اليوم السابع