Mohamed elsherif admin
عدد المساهمات : 366 تاريخ التسجيل : 03/02/2010 العمر : 36
| موضوع: الأمل الإثنين أغسطس 09, 2010 12:07 am | |
| الأمل كتب : نوارة نجمقررت التفاؤل. آه والله، نمت صحيت لقيت عندي الحالة دي. بما أن لا شيء يحدث وأنا متشائمة، فقلت طب أتفاءل بقي علي سبيل التغيير. أي نعم التغيير. تتكرر هذه الكلمة صباح مساء في مصر، وكل شيء أصبح «من أجل التغيير»، بالرغم من المثل المصري المشهور: الله لا يغيير علينا. كل الناس تريد التغيير بلا شك، لكن التغيير من الحال الراهن لأي حال بالضبط، لا أحد يعلم.
الأمم مثل الأفراد، تنمو، وتتطور، وتخيب، وتكتئب، وتخرج من الاكتئاب، وتتخذ قرارات حمقاء، وتراجع نفسها.. إلخ. والفرد بطبيعته الإنسانية، يرغب في الارتقاء، والتميز، والتفوق. الأشخاص العاديون، يضعون معايير بدائية لتفوقهم، بمعني أنهم لا يشعرون بالتميز والتفوق إلا «علي» طرف آخر. لذلك تجد من الناس من لا يكف عن اتهام غيره بالتخلف، أو الجهل، أو الكفر، أو الشر، أو العمالة، أو الغباء، إذ أن هذه الاتهامات تشعره بالتفوق في منافسة بينه وبين عدد من الناس، ومن ثم فهو متقدم أو مثقف أو مؤمن أو طيب أو مخلص أو ذكي «مقارنة» بأشخاص آخرين، وكلما زاد عدد الأشرار في محيطه، كلما أحس هو بالنجاح والتميز. عادة ما يحولك هذا المسلك لأسوأ شخص في محيطك علي الإطلاق. أحيان أخري، يشعر الفرد بفقدان القيمة، فيقرر الانتماء لمجموعة كبيرة ليصبح ذا قيمة، والانتماء لمجموعة بسبب ارتباط ثقافي أو اقتناع بمجموعة أفكار، يختلف تماما عن الانتماء لنفس المجموعة ليستمد الفرد ثقله من هذه المجموعة، يعني مثلا، أنا مصرية، ومسلمة، وعربية، وإنسان. هذه حقائق، أما: أنا المصري أنت مين؟ أنا مسلم وكل الناس رايحة النار، أنا عربي و... لا يا عيني العرب مكتومين كتمة الكحك، بطلوا يقولوا حاجة، أنا إنسان سيد الكون، أنا من المثقفين وغيري من الجهلة، أنا شيوعي بافهم وغيري بهايم، أنا قومي مخلص وغيري خونة، أنا ليبرالي متحضر وغيري متخلفون... أنت ولا حاجة، ابحث داخل نفسك أولا ثم قرر علي ضوء ما عرفته عن نفسك، التي تجهلها، إلي أي مجموعة تريد أن تنتمي.
«الصفوة» الحقيقية لا تتنافس مع الآخرين، وإنما تتسابق مع نفسها. لن أستشهد بالنبي محمد - صلي الله عليه وسلم -، ولا ببوذا، أو غاندي، أو النبي موسي، لأن كل عظماء العالم لم يكن لهم هدف سوي معرفة أنفسهم، وتقييمها، والحكم عليها، ووضع برنامج للتفوق عليها بالمعطيات الموجودة في دواخل أنفسهم بالفعل، ولم ينشغل أحدهم بالتسابق المادي أو المعنوي مع آخرين.
المجموعات الشمسية تنظم حركة كواكبها ولا تتسابق الواحدة مع الأخري، لأن ذلك سيحدث تصادما وخللا في النظام. كذا وجب علي الأفراد تنظيم الحركة داخل ذواتهم بما يضمن التوازن، حتي ينتقل ذلك لمحيطهم، وكذا وجب علي الأمم، والتي من ضمنها مصر. المصريون حتي هذه اللحظة يبحثون عن برنامج جاهز أنتجته أمم أخري من داخل واقعها ومعطياتها ونجحت فيه. ومش راكب، ولأنه مش راكب فيدب اليأس في أوصال المصريين، مصر لها تكوين ومعطيات، وتستحق من المصريين أن يجهدوا أنفسهم قليلا ليضعوا لها برنامج إصلاح يلائمها وحدها.المصدر : الدستور | |
|