علماء يفسرون السبب الحقيقي لتميز الفهود ببقعها السوداء قال باحثون إن حيوان الفهد يستفيد من البقع السوداء على جلده للاختباء بشكل آمن في مناطق غير مكتملة.أثبت مؤخراً علماء إنكليز صحة نظرية الشاعر البريطاني الشهير، روديارد كبلنغ، المتعلقة بأن الفهود تتميز في الحقيقة ببقعها المعقدة لكي تختبئ في ظلال منقطة وغير مكتملة.
وتمكن الباحثون عبر دراستهم من التأكيد على أن كبلنغ كان على صواب حين قال إن النمط غير المعتاد يوفر التمويه في بيئة "مليئة بالأشجار والشجيرات والظلال المخططة والمنقطة وغير المكتملة". ونجحوا أيضاً في إظهار أن الحيوانات التي تعيش في الموائل الكثيفة داخل الأشجار وتنشط في ضوء المستويات المنخفضة، هي الأكثر عرضة لأن تأخذ نمطاً معيناً، لاسيما مع الأشكال غير النظامية أو المعقدة بشكل خاص.
وقد قام ويليام ألين، الباحث في جامعة بريستول الإنكليزية، رفقة مجموعة من زملائه، بفحص 35 علامة من العلامات المميزة لـ 35 نوع من أنواع القطط البرية، ووجدوا أن تنوعهم الجميل والمثير للاهتمام يعود إلى التطور. وفي سياق تصريحات أدلى بها لصحيفة التلغراف البريطانية، قال ألين :" لم يكن روديارد كبلنغ على صواب حين تحدث عن الطريقة التي تَحْصُل من خلالها الفهود على بقعها السوداء مثل بصمات الأصابع عند الإنسان. لكنه كان محقاً بشأن السبب، لأن تلك البقع توفر أفضل تمويه يمكن أن تمارسه الفهود في موائل غابات تخفت بها حدة الإضاءة".
وتابع حديثه في هذا الجانب بقوله " يسمح النمط المنقط للفهود أيضاً بأن يقوموا بالتمويه في طائفة متنوعة من الموائل، على عكس الفهود السوداء، مثلاً، التي تقف في أي بيئة بخلاف الغابات المطيرة الكثيفة والظلام". ومن المنتظر أن توضح تلك الدراسة السر وراء تميز القطط المختلفة بمجموعة من العلامات المختلفة تماماً، حتى وإن كانوا مرتبطين بشكل وثيق. هذا وقد أشارت الدراسة في السياق ذاته أيضاً إلى أن الشكل النمطي قد تطور على مدى فترة زمنية قصيرة من حيث التطور، وأن كل طبقة قد صُمِمَت بحيث يمكنها أن تتلاءم وتتماشى مع البيئات المختلفة.
واتضح أيضاً من خلال الدراسة البحثية أن البقع التي تظهر على الفهود، وتكون وردية في شكلها في واقع الأمر، قد صُمِمَت بمهارة شديدة، بحيث تُمَكِّن الحيوان من التمويه، حتى أثناء الحركة. وهنا، عاود ألين ليقول :" إن الطريقة التي قمنا بتطويرها ( وهي نموذج حسابي يعني بتوضيح كيف يمكن لكل نوع أن يتماشى مع المائل الذي يعيش به ) تقدم نظرة ثاقبة في شكل الأنماط المميزة للقطط على مستويات كثيرة من التفسير، ونحن نقوم بتطبيقها الآن على مجموعات أخرى من الحيوانات".
ورغم التوصل إلى وجود علاقة واضحة بين البيئة والأنماط الشكلية التي تُمَيِّز بعض الحيوانات، قالت الصحيفة إن تلك الدراسة ألقت الضوء كذلك على بعض الحالات الشاذة. فالفهود الصيادة على سبيل المثال قد تطورت أو احتفظت بأنماطها الشكلية المبقعة، رغم تفضيلها القوي للعيش في الموائل المفتوحة. لكن عدداً من القطط، مثل القطط التي تُعرَف بـ " bay cat " والقطط ذات الرأس المسطحة، تحظى ببشرة عادية رغم تفضيلها العيش في البيئات المغلقة. كما سلّطت الدراسة الضوء على الطريقة التي تتميز من خلالها بضعة أنواع من القطط بخطوط عمودية على بشرتها.